القائمة الرئيسية

الصفحات

حط الدراهم و روح ..

 

و أنا في طريق العودة من مدينة تنس الساحلية نحو عاصمة ولاية الشلف توقفت بالسيارة لشراء خبز المطلوع الساخن في إحدى المرتفعات ببوزغاية على قارعة الطريق .. لكن ما أدهشني و الملاحظ انها سلة بها أكثر من 10 خبزات ساخنة مغطاة بقماش و بلاستيك بإحكام يمنع دخول المطر وعلبة بها نقود و بجانبها قارورات حليب و لبن .. و لافتة مكتوب عليها :

" 30 دج للخبزة الواحدة

حط الدراهم و روح

ممنوع الكريدي من

فضلكم و شكرا "



لكن ما زاد من إستغرابي و هو أنها من دون بائع .. أخذت خبزة ووضعت النقود في العلبة و إنصرفت مندهشا و أنا أتمتم سبحان الله لازال الخير في بلادنا .. كنت أشاهد الظاهرة في خواطر أحمد الشقيري و إذا بالظاهرة أمامي سبحان الله ! .. أقلعت بالسيارة و أنا مندهش و توقفت ثانية عند سوبيرات على بعد أمتار فقط و سألت صاحب محل المواد الغذائية عن الظاهرة فأخبرني انها إمرأة فقيرة تقتني أغراضها من دقيق و خميرة و تصنع الخبز و تضعه على قارعة الطريق و تستحيي أن تلاقي الرجال و المارة ، فتضعه هناك و تنصرف لتأتي بعد مدة و تأخذ النقود و السلة في المساء .. هنا فهمت الأمر و قضيت حوائجي و إنصرفت و أنا أقول سبحان الله القناعة كنز لا يفنى .. كيف لأرملة أن تقتني أغراضها و تتعب على العجين و تضعه على قارعة الطريق .. أكيد لولا ثقتها الكبيرة بالله عزوجل و رفضها التسول و ذل السؤال جعلها تضع رزقها و لا تخشى أن يأكل أحدا عرق جبينها .. فيه ناس تتعب من أجل الكسب الحلال و لو دراهم معدودة .. ثقتهم بالله كبيرة ينتظرون الفرج منه سبحانه وتعالى و يسعون في الحياة مقتنعين بأن الله سيحدث بعد ذلك أمرا .. ربي يقدرها ويكون معاها و يكون في عون كل من يتعب من أجل الكسب الحلال يا رب ..

بقلم : عبد المالك فلاحي .




هل اعجبك الموضوع :

تعليقات